ما هي نسبة التبخر المسموح بها لزيت المحرك؟
زيت المحرك هو عنصر حيوي للحفاظ على تشغيل المحركات بكفاءة، حيث يعمل على تقليل الاحتكاك بين الأجزاء المتحركة وحمايتها من التآكل.
ومع ذلك، تتعرض الزيوت للتبخر بمرور الوقت نتيجة لارتفاع درجات الحرارة داخل المحرك. هذا التبخر قد يؤثر على جودة الزيت، مما يثير تساؤلاً حول ما إذا كانت هناك نسبة مسموح بها لتبخر زيت المحرك وما مدى تأثير ذلك على أداء المحرك وطول عمره.
في هذه المقالة، سنناقش هذه المسألة من خلال تحليل العوامل المؤثرة على تبخر الزيت وكيفية التحكم في هذه العملية ضمن الحدود المسموح بها.
ما هو تبخر زيت المحرك؟
عندما يعمل المحرك، تتعرض مكونات الزيت لدرجات حرارة مرتفعة جداً، خصوصاً في مناطق مثل غرفة الاحتراق.
بمرور الوقت، يمكن لبعض مكونات الزيت الخفيفة أن تتبخر، مما يؤدي إلى انخفاض كمية الزيت في المحرك وزيادة كثافة الزيت المتبقي.
هذا التبخر يحدث عادة نتيجة للتفاعل بين درجة الحرارة العالية والخواص الكيميائية للزيت.
التبخر ليس عملية مرغوبة، ولكنه متوقع إلى حد ما، خاصة عند استخدام زيوت منخفضة الجودة أو زيوت غير ملائمة لطبيعة المحرك.
يحدث التبخر عندما تتجاوز الحرارة درجة الغليان لبعض المركبات الخفيفة في الزيت. وقد تختلف نسبة التبخر وفقًا:
لنوع الزيت المستخدم، ودرجة حرارة المحرك، وطبيعة الاستخدام، مثل قيادة السيارة في ظروف مناخية شديدة الحرارة أو أثناء الرحلات الطويلة.
العوامل المؤثرة على تبخر زيت المحرك
توجد العديد من العوامل التي تؤثر على نسبة التبخر في زيوت المحرك، منها:
-
درجة حرارة التشغيل: كلما ارتفعت درجة حرارة المحرك، زادت فرصة تبخر بعض مكونات الزيت.
في المحركات الحديثة، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 100 درجة مئوية في بعض المناطق، مما يؤدي إلى تبخر مكونات الزيت الخفيفة.
-
جودة الزيت: الزيوت ذات الجودة العالية تحتوي على إضافات تمنع التبخر وتساعد في الحفاظ على ثبات التركيبة الكيميائية تحت درجات الحرارة العالية. لذلك فإن استخدام زيوت ذات جودة منخفضة يمكن أن يؤدي إلى تسارع عملية التبخر.
-
نوع الزيت: بعض الزيوت مصممة خصيصًا لتقليل التبخر، حيث يتم تصنيعها باستخدام مكونات ذات نقاط غليان عالية. عادةً ما تكون الزيوت الاصطناعية أقل عرضة للتبخر مقارنةً بالزيوت المعدنية.
-
ظروف القيادة: القيادة في ظروف قاسية مثل الحرارة المرتفعة أو الطرق الجبلية تزيد من إجهاد المحرك، مما يزيد من فرصة تبخر الزيت بشكل أسرع.
ما هي نسبة التبخر المقبولة؟
تعتمد نسبة التبخر المقبولة لزيت المحرك على المعايير التي يضعها المصنعون والتي يتم اختبارها من خلال تجارب قياسية مثل ASTM D5800، وهو اختبار مصمم لقياس تبخر الزيت عند درجات حرارة عالية.
في العادة، تكون نسبة التبخر المسموح بها بين 10% و15% وفقًا لهذه الاختبارات.
هذه النسبة تشير إلى أن بعض الفاقد من الزيت خلال التشغيل هو أمر متوقع ولا يشكل خطرًا كبيرًا على أداء المحرك طالما كانت النسبة ضمن الحدود المقبولة.
ومع ذلك، إذا تجاوزت نسبة التبخر هذا الحد، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في تشحيم المحرك وتآكل أجزائه الداخلية.
تأثير التبخر الزائد على المحرك
عندما يتبخر جزء كبير من الزيت، ينخفض مستوى الزيت المتاح لتشحيم الأجزاء المتحركة داخل المحرك، وهذا قد يؤدي إلى زيادة الاحتكاك وارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من خطر تلف المحرك.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التبخر المفرط إلى تغيير تركيبة الزيت المتبقي، مما يؤثر على قدرته على أداء وظائفه الأساسية مثل التبريد والتنظيف.
أيضًا، تزداد الحاجة إلى استبدال الزيت بشكل متكرر إذا كانت نسبة التبخر عالية، ما قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الصيانة.
في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التبخر الزائد إلى احتراق الزيت، مما يظهر على شكل دخان أبيض أو أزرق من العادم، وهو علامة واضحة على أن المحرك يحتاج إلى تدخل عاجل.
كيفية تقليل تبخر زيت المحرك
لتجنب التبخر المفرط لزيت المحرك، يمكن اتباع عدة إجراءات:
-
استخدام زيت عالي الجودة: اختيار زيوت مصممة لتحمل درجات الحرارة العالية والتي تحتوي على إضافات مقاومة للتبخر يعد من أهم الخطوات.
-
الصيانة الدورية للمحرك: يجب متابعة مستوى الزيت بانتظام وإجراء الصيانة اللازمة لضمان أن نظام التشحيم يعمل بكفاءة.
-
تجنب القيادة في الظروف القاسية: إذا أمكن، تجنب القيادة الطويلة في الحرارة المرتفعة أو الحمل الزائد على المحرك.
التطورات الحديثة في تقنيات تقليل التبخر
مع التقدم في تكنولوجيا الزيوت، بدأت الشركات المصنعة في تطوير زيوت جديدة تحتوي على مكونات تحمي من التبخر بشكل أفضل.
تستخدم بعض الزيوت الإضافات الاصطناعية المتقدمة التي تتمتع بثبات حراري عالي ونقاط غليان مرتفعة.
كما أن هناك تقنيات جديدة تعمل على تحسين تصاميم المحركات نفسها، مثل استخدام أنظمة تبريد محسنة وضمان تبريد الأجزاء الساخنة من المحرك بشكل أفضل، مما يقلل من فرصة تبخر الزيت.
ختاماً
في النهاية، يمكن القول إن التبخر جزء لا مفر منه من دورة حياة زيت المحرك، ولكن ضمن الحدود المقبولة والمحددة من قبل المصنعين.
الحفاظ على جودة الزيت ومراقبة مستوى الزيت بانتظام يمكن أن يساعد في تجنب أي مشاكل تتعلق بتبخر الزيت.
كما أن استخدام زيوت عالية الجودة يعد عاملاً أساسياً في الحفاظ على كفاءة المحرك على المدى الطويل.
لهذا السبب، تعتمد العديد من المصانع على زيوت "شركة نفط الشرق"، التي تتميز بقدرتها العالية على مقاومة التبخر وتقديم حماية متكاملة للمحرك.
يا ترى هل يعمل محرك السيارة بعلبة زيت واحدة؟
ننصحك بقراءة كيف أبرد محرك السيارة في درجات الحرارة العالية؟