هل يتلف زيت المحرك؟ إليك الحقيقة الكاملة

الزيت هو شريان الحياة للمحركات والمعدات، إذ يؤدي دورًا محوريًا في التزليق وتقليل الاحتكاك وتبريد الأجزاء المتحركة. ومع ذلك، تنتشر فكرة مغلوطة بين الكثيرين مفادها أن "الزيت لا يتلف"، ويعتقد البعض أنه يمكن استخدامه إلى ما لا نهاية طالما بقي في المحرك أو الآلة. هذا الاعتقاد ليس خاطئًا فحسب، بل قد يؤدي إلى أضرار جسيمة في المحركات وتقليص عمرها الافتراضي. في هذا المقال، سنكشف الحقائق الكاملة وراء تلف الزيت وأسباب تدهوره، مستندين إلى مصادر موثوقة وعلمية.

ما هو عمر الزيت الافتراضي ولماذا يتغير؟

لكل نوع من الزيوت عمر افتراضي يعتمد على مكوناته الكيميائية وطبيعة استخدامه. فعند تشغيل المحرك، يتعرض الزيت إلى:

درجات حرارة عالية تؤدي إلى تأكسده وتغير خصائصه.

تلوثات داخلية مثل السخام، وبقايا الاحتراق، وجزيئات المعدن الصغيرة الناتجة عن الاحتكاك.

اختلاطه بالوقود أو الماء ما يغيّر لزوجته وفعاليته.

هذه العوامل تجعل الزيت مع مرور الوقت يفقد خواصه الأساسية، مثل التزليق، وتقليل التآكل، وتبريد المحرك، مما يجعله غير صالح للاستخدام.

مؤشرات تدل على أن الزيت قد تلف

لا يمكن الاعتماد فقط على اللون أو الرائحة للحكم على جودة الزيت، ولكن هناك بعض المؤشرات الشائعة التي تدل على أن الزيت قد فقد فعاليته:

1. تغير لزوجة الزيت: يصبح أكثر سماكة أو خفة من المعتاد.

2. ظهور رغوة أو فقاعات في الزيت نتيجة تلوثه بالماء.

3. انخفاض مستوى الزيت بسرعة بدون وجود تسريب واضح.

4. زيادة صوت المحرك أو صدور أصوات غير معتادة.

5. تغير لون الزيت إلى الأسود الداكن جداً نتيجة تراكم الشوائب.

المخاطر الناتجة عن استخدام الزيت التالف

الاستخدام المطول لزيت فقد خواصه يعرض المحرك لأضرار كبيرة تشمل:

زيادة الاحتكاك والتآكل بين أجزاء المحرك.

ارتفاع درجة حرارة المحرك نتيجة ضعف قدرة الزيت على التبريد.

تراكم الرواسب التي تعيق حركة الأجزاء الداخلية.

احتمالية توقف المحرك أو تلفه الكامل.

وقد أظهرت تقارير صادرة عن جمعية مهندسي السيارات (SAE) أن نسبة كبيرة من الأعطال المفاجئة في المحركات تعود إلى تجاهل تغيير الزيت في الوقت المناسب أو استخدام زيت غير مناسب【المصدر: SAE Technical Papers】.

أنواع الزيوت وعوامل تأثرها بالتلف

الزيوت تختلف حسب نوعها وتركيبتها:

الزيوت المعدنية: عرضة للتأكسد بشكل أسرع، وتتطلب تغييرًا دوريًا أكثر.

الزيوت التخليقية (Synthetic): أكثر مقاومة للتلف، ولكنها أيضاً ليست أبدية وتحتاج إلى متابعة دورية.

الزيوت شبه التخليقية: تمثل خيارًا وسطًا من حيث الأداء والمتانة.

وتتأثر جميع أنواع الزيوت بعوامل مثل: مدة التشغيل، الظروف البيئية (درجة الحرارة والرطوبة)، نوعية الوقود المستخدم، وجود فلتر زيت نظيف وفعّال.

هل إضافة زيت جديد إلى الزيت القديم يحل المشكلة؟

الإجابة: لا. إضافة زيت جديد إلى زيت تالف لا يُعيد الخصائص الكاملة للزيت، بل يؤدي إلى تخفيف التآكل مؤقتًا فقط. الزيت القديم يحتوي على ملوثات ورواسب قد تؤثر على أداء الزيت الجديد نفسه. لذا، الحل الأفضل دائمًا هو تغيير الزيت بالكامل في الوقت الموصى به من قبل الشركة المصنعة للمركبة أو الجهاز.

متى يجب تغيير الزيت؟

التوصيات تختلف حسب نوع الزيت ونوع المحرك أو المعدة المستخدمة، ولكن عمومًا:

السيارات: بين 5,000 إلى 10,000 كيلومتر.

المعدات الصناعية: حسب عدد ساعات التشغيل وظروف العمل.

المحركات الثقيلة: تعتمد على تحليل الزيت الدوري الذي يتم في المختبرات لضمان فعاليته.

ويُنصح باتباع جداول الصيانة الموصى بها، وعدم الاعتماد على "الحدس" أو "تقدير الوقت" لتغيير الزيت.

أهمية اختيار الزيت المناسب

استخدام زيت غير مناسب قد يضر بالمحرك تمامًا كما هو الحال مع الزيت التالف. يجب التأكد من:

* مطابقة مواصفات الزيت لمتطلبات الشركة المصنعة.

* وجود اعتماد من منظمات عالمية مثل API، ACEA، ILSAC.

* التحقق من تاريخ الإنتاج والانتهاء، لأن الزيت أيضًا له "صلاحية" حتى لو لم يُستخدم. 

خاتمة

الفكرة السائدة بأن "الزيت لا يتلف" هي أحد أبرز المفاهيم الخاطئة في عالم الصيانة الميكانيكية. الزيت، مهما كان نوعه وجودته، يتعرض لعوامل تؤثر على فعاليته ويجب استبداله بانتظام لضمان سلامة المحرك. ومن هذا المنطلق، تلتزم شركة نفط الشرق للصناعات الكيماوية بإنتاج زيوت عالية الجودة وفقًا لأحدث المعايير الفنية والعلمية لضمان أفضل أداء ممكن للمعدات والمحركات في مختلف الظروف التشغيلية.